ألقت المستشارة عزيزة الخطيب الضوء على نقاط من مسيرتها العملية ودورها في مجال العمل المالي و الاستشاري , ونظرتها لدور المرأة في تلك الاتجاهات من خلال تجربتها , والتحديات التي واجهتها في سبيل ذلك , مشتملا على تجربتها كأوائل من خضن مجال الاستشارات , معبرة فيها عن تجربة متميزة لصمود المرأة في وجه الصعوبات إيمانا بتخصصها الذي رغبته .
جاء ذلك خلال لقاء نظمه فرع السيدات بغرفة الرياض ممثلة بلجنة سيدات الأعمال ضمن سلسلة تجارب ناجحة لسيدات الأعمال، وبدأت المستشارة حديثها بالقول أن النجاح الحقيقي هو تحقيق التوازن في كل مجالات الحياة , وقالت متسائلة : هناك مشاهير يعتبرهم البعض ناجحين لكن هل هم ناجحون خارج الميدان المادي كذلك , مشيرة إلى أن مفهوم الفشل هو التوقف والانسحاب , بينما يعد في مراحل الإصرار تجربة ومرحلة تعلم , وأضافت أن أحد أسرار النجاح هو التطوع , معددة بعض مواقفها تجاه العمل الاجتماعي و التنموي .
وتحدثت عن أول مراحل حياتها العملية بعد تخرجها و ترشيحها معيدة حيث لم يهتويها العمل الاكاديمي لتنتقل للعمل كموظفة في أحد المصارف , وكيف قفزت بطموحها ورغبتها لللابتكار والانتاجية لتحتل مواقع متقدمة في سنوات قليلة وحتى أصبحت مديرة على مستوى مناطق المملكة و مديرة فروع الخدمات المصرفية الاسلامية , وقالت أن تلك القفزات نتاج تعاون الفريق و إصرار ورغبة لتقديم إبداع متميز .
وقالت الخطيب أن نجاحاتها في البنك ولغات الإطراء التي بدأت تجنيها , لم تجعله سبيلا لتواصل التميز في مقعدها , بل سعت لتبحث في مجال جديد شعرت بميل نحوه وهو التخصص والعمل في مجالات الاستشارات , حتى بالرغم من المطالب والامتيازات لثنيها عن الاستقالة , لتبدأ بعد ذلك بالحديث عن الصعوبات التي واجهتها داخل القطاع الاستشاري وهو مجال صعب على السعوديين من الرجال فما بالكم بالنساء في قطاع مستحوذ عليه الشركات الأجنبية
وسردت الخطيب رحلتها وطموحاتها بافتتاح كيان خاص يعنى بالاستشارات , مشيرة أن مسيرتها العملية الطويلة وتنوع أعمالها خلق لديها قناعة كما هي الحقيقة بأن كل المشاريع أو الأفكار تبدأ بالاستشارة وهي رأس جسد الاعمال الذي متى ما صلح صلح الجسد كله , وأن ذلك ما جعلها تؤمن برسالتها المهنية وهي تسعى لاثبات مكتسباته ودوره في التنمية المنضبطة وذات التخطيط الاستراتيجي , وما جعلها تنادي بإعادة تحديث الأنظمة التي تخصه .
وقالت أن العائق كان في تقبل إدارة العمل الاستشاري من قبل امرأة , في الوقت الذي لم يكن هناك قناعة أصلا بدور الرجل الاستشاري , ومن ثم في نظام الشركات المهنية الذي مر عليه 38 عام دون أن يتغير , مشيرة إلى أنها كانت ضمن تحالف من الاستشاريين يرغبون في افتتاح شركة استشارات احترافية ومتخصصة وتجمع المجالات الأساسية , إلا أن العوائق لا زالت عائقا دون تحقيق المزيد من الأماني .
وتحدثت الخطيب عن تجربتها في الانتساب لعضوية عدد من اللجان الاستشارية العامة وشبه العامة ومنها منتدى الرياض الاقتصادي وعضويتها في لجنة المكاتب الاستشارية بغرفة الرياض , مشيرة إلى أن العوائق التي يواجهها مجال الاستشارات رغم أهميته وبالذات في هذا الوقت الذي نحتاج فيه لاستثمار دقيق يحقق تنويع قاعدة الانتاج , جعلها تنشط في مجال الانخراط بهذه اللجان من أجل إرساء نظام يتوافق مع ما يحمله هذا المجال من أهمية .
واختتمت عزيزة الخطيب الحديث عن مسيرتها والذي حفل بالتفاعل من قبل الحاضرات بأن المملكة تحظى بكفاءات متميزة اثبتتها التجارب والاحتكاكات الدولية لشبابنا وشاباتنا إلا أنهم بحاجة لمن يرشدهم لاستثمار مواهبهم وعطاءاتهم , معتبرة أن عصر التحول الوطني الجديد ورؤيته الجديدة أصبحت وتدعو وتنادي بالانضباطية , وقالت أن الانضباطية الجديدة والتخطيط الدقيق يجب أن لا يؤخذ كوضع أو كصورة سلبية لاقتصادنا الجديد , بل هو الوضع الصحي والحضاري والشاحذ للهمم والمفترض أن يكون , داعية شابات الأعمال لاستغلال فرصها واستثمار ما باتت تحظى به المرأة من تشجيع وفتح سبل التميز خلافا لما كان جيلها يواجه في السايق من عوائق .