كشف الرئيس التنفيذي لمعهد ريادة الأعمال الوطني "ريادة" المهندس صالح بن عبدالله الصويان أن المعهد قدم أكثر من ملياري ريال لتمويل مشروعات ريادة الأعمال عبر قروض حسنة من البنك السعودي للتسليف والادخار، خلال السنوات الخمس الماضية، واستفاد منها 6 آلاف و134 مشروعاً تم افتتاحها، و956 مشروعاً تحت التأسيس، وقال إن "ريادة" يهدف إلى نشر وتشجيع ثقافة العمل الحر ومساندة الشباب على إقامة مشروعاتهم الريادية والإبداعية التي تنتج فرص العمل للمواطنين.
جاء ذلك خلال لقاء الصويان مع رواد ورائدات وأصحاب المشروعات الصغيرة الذي نظمته غرفة الرياض ممثلة في مركز الرياض للأعمال الصغيرة والمتوسطة مساء الإثنين وشارك فيه مدير فرع المعهد بالرياض الأستاذ عبدالحميد بن عبدالرحمن الدرويش، وأكد الصويان أن "ريادة" ساهم في بروز نماذج رائعة من رواد الأعمال السعوديين الذين أسسوا مشاريع ناجحة بعضها بدأ بـ 60 ألف ريال والآن رأسمال المشروع يتجاوز 60 مليوناً.
وقال الصويان إن "ريادة" يسعى إلى تطوير كوادر وطنية مؤهلة ومتخصصة في مجال ريادة الأعمال وتنمية المشاريع الصغيرة، وقراءة احتياجات سوق العمل لمساعدة الشباب في اكتشاف الفرص الكامنة، وتوليد فرص عمل للسعوديين من خلال إنجاز مشروعاتهم الخاصة، ولفت إلى أن صناعة الرياديين ليست عملية سهلة لكنها تتطلب من الشباب الإرادة والإصرار، مؤكداً أن الشباب السعوديين لا تنقصهم المهارة أو القدرة، لكنهم يحتاجون إلى التوجيه والإرشاد والمساندة في تأسيس مشروعاتهم وتسهيل حصولهم على التمويل والاستشارات واستخراج التراخيص.
وأكد المحاضر أن فلسفة "ريادة" تقوم على "بناء كيانات تجارية ناجحة تبقى بالتخطيط، وليس تجار "شنطة" يتجولون في الأسواق لتسويق السلع بشكل عشوائي"، وذلك من خلال التركيز على مشاريع ابتكارية ذات قيمة مضافة للاقتصاد، وقال إن السوق السعودية ما تزال زاخرة بالفرص الاستثمارية والمشروعات التي تسد احتياجات قائمة، وبناء على دراسات جدوى جادة بعيدة عن العشوائية، وقال إن النجاح يصنعه رائد الأعمال بعمله واجتهاده وليس بالمجاملة أو المال، فالمال لا يصنع النجاح بل العمل والجدية واكتساب المهارات والصبر.
وشرح الرئيس التنفيذي "لريادة" برامج الدعم التي يقدمها وتشمل برنامج رواد الأعمال "إرادة" ويخدم الشرائح العمرية من سن 21 ـ 60 عاماً ويساعد من لديه الإرادة والعزيمة في امتلاك مشروعه الخاص، ويقدم لهم دعماً مالياً يصل إلى 300 ألف ريال عن طريق الشريك الاستراتيجي والممول الرئيسي "لريادة" وهو البنك السعودي للتسليف والادخار، والثاني برنامج الخريجين ويهدف لاستيعاب المؤهلين للعمل الحر من حملة الدبلومات الصحية المعتمدة وخريجي الجامعات التربويين ودعم تأسيس مشروعاتهم الناشئة أو الصغيرة التي تتوافق مع تخصصاتهم وتقديم تمويل يصل إلى 500 ألف ريال، وقال إن "ريادة" يشترط التفرغ لإدارة المشروع.
وأضاف أن "ريادة" يقدم دعماً مالياً شهرياً لأصحاب المشروعات قدره 3 آلاف ريال لمدة سنتين بالتعاون مع صندوق تنمية الموارد البشرية كمحفز للشباب لاستقرار مشروعاتهم وإنجاحها، وقال إنه يتم تعزيز ثقافة العمل الحر والفكر الريادي لأصحاب المشروعات ولشباب وشابات المبادرين من خلال دورات مجانية تؤهلهم لهذا الفكر وتصقله فيهم وتمكنهم من الفكر الريادي والابتكاري غير التقليدي القابل للتطبيق بما يناسب البيئة السعودية، مشيراً إلى أن "ريادة" يخدم السعوديين في كافة المناطق والمدن عبر 39 فرعاً 26 منها للرجال و13 للنساء.
ثم دار حوار بين الصويان والدرويش والحضور للإجابة على تساؤلاتهم واستفساراتهم كان من أبرزها أن "ريادة" تسعى لإقامة نظام " الشباك الواحد" لإنجاز متطلبات وموافقات المشروع، ويساعد المعهد الرواد في الحصول على التراخيص وتذليل صعوباتها قدر الإمكان، ولفتا إلى أن تأسيس الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة سيساهم في تذليل الكثير من الصعوبات التي تواجهها المشروعات الريادية والصغيرة.
وقال المحاضران إن "ريادة" لا تطلب تفرغ رائد الأعمال قبل توقيع عقد التمويل، ويتم الترحيب بالموظفين على رأس العمل دون طلب التفرغ خلال مرحلة الإعداد للمشروع، كما لا تدعم حالياً المشاريع القائمة، أو مشروعات التجارة الإلكترونية، لكنهما أوضحا أن المعهد يدرس حالياً مع بنك التسليف تقديم الدعم لهما مستقبلاً.